[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانت الجدات يبذرن العتبات بالملح، ليطردن الشر، أو يزرعن على الأبواب أمنيات البياض، فيؤسطرن الأشياء ويتركن في تلافيف المتداول بقايا متخيلهن طلاسمَ نحبها.
ولندرة ما غدا الملح فائضاً في الأشياء، كان المأثور، يقول: مثل الملح في كل شيء . على أن تلك الحُبيبات البيضاء التي تشبه أوراق الثلج وطيبة الكائن وجوّانيته، تشبهنا في ما نكون: ملح الأرض .
الملح حارس الأرواح..
وإذا فُقد الملح، بماذا نملّح الطعام؟ .
في طقوس تعيد ترتيب الحاجيات في صناديقهن القديمة، يأخذ الملح ركناً مهماً في بيوت الجدات، يتعدى ضرورة كماليات الطعام إلى فأل الخير، مضارعاً للجمال، فالمليح يأتي من المعنى الذي ينطوي عليه الملح، والأملح في اللون ما يقارب الحنطة لوناً، فتغدو المقاربة بين الأبيض والأسمر قابلة لكسر تقاليد الضوء، والملحة ترطب القلب بالضحك، أو الابتسامة على الأقل.
غير أن الملح ينطوي أيضاً على دلالة الموت، فالأرض الملحية لا تُستزرع، ولا يحتمل الماءُ المالح الحياة، فيقال لرد الحسد: في عينه ملح .
وهو في الأسطورة ضحية النار، فعندما تحرق الشمس الماء تبقى في التراب عروقٌ تتكلس في أخاديد الأرض، فيقرصها الكائن بحرف الإزميل إلى وعاء البيت لتسويغ مأكله.
على حافة البحر الميت، في النقطة الأكثر انحداراً إلى جوف الكرة الأرضية، واقتراباً من رحم الكون وتنُّور الوجود، تبدو الكتل البيضاء، متراصّة كالجليد، تحيل إلى مشهد من الفضاء، يسحر العين بخطوطه والنتوءات بمجاورته الأزرق.
في الملح، يتضافر المعنى والمبنى، لصوغ لوحة متفردة في المكان، صورة تحبسها من كوكب آخر.
ح.ن
كانت الجدات يبذرن العتبات بالملح، ليطردن الشر، أو يزرعن على الأبواب أمنيات البياض، فيؤسطرن الأشياء ويتركن في تلافيف المتداول بقايا متخيلهن طلاسمَ نحبها.
ولندرة ما غدا الملح فائضاً في الأشياء، كان المأثور، يقول: مثل الملح في كل شيء . على أن تلك الحُبيبات البيضاء التي تشبه أوراق الثلج وطيبة الكائن وجوّانيته، تشبهنا في ما نكون: ملح الأرض .
الملح حارس الأرواح..
وإذا فُقد الملح، بماذا نملّح الطعام؟ .
في طقوس تعيد ترتيب الحاجيات في صناديقهن القديمة، يأخذ الملح ركناً مهماً في بيوت الجدات، يتعدى ضرورة كماليات الطعام إلى فأل الخير، مضارعاً للجمال، فالمليح يأتي من المعنى الذي ينطوي عليه الملح، والأملح في اللون ما يقارب الحنطة لوناً، فتغدو المقاربة بين الأبيض والأسمر قابلة لكسر تقاليد الضوء، والملحة ترطب القلب بالضحك، أو الابتسامة على الأقل.
غير أن الملح ينطوي أيضاً على دلالة الموت، فالأرض الملحية لا تُستزرع، ولا يحتمل الماءُ المالح الحياة، فيقال لرد الحسد: في عينه ملح .
وهو في الأسطورة ضحية النار، فعندما تحرق الشمس الماء تبقى في التراب عروقٌ تتكلس في أخاديد الأرض، فيقرصها الكائن بحرف الإزميل إلى وعاء البيت لتسويغ مأكله.
على حافة البحر الميت، في النقطة الأكثر انحداراً إلى جوف الكرة الأرضية، واقتراباً من رحم الكون وتنُّور الوجود، تبدو الكتل البيضاء، متراصّة كالجليد، تحيل إلى مشهد من الفضاء، يسحر العين بخطوطه والنتوءات بمجاورته الأزرق.
في الملح، يتضافر المعنى والمبنى، لصوغ لوحة متفردة في المكان، صورة تحبسها من كوكب آخر.
ح.ن